موضوع: حياء الفتاة المراهِقة الأربعاء نوفمبر 12, 2008 10:43 am
يكتسب الجمال العضوي لدى الفتيات أهمية استثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجماً مع نظرتهن إليه، كلما زاد تعلقهن واستمتاعهن به إلى درجة يتحول معها الاهتمام بهذا الجانب عند بعض المراهقات، إلى نوع من العبودية والهيام المفرط بالجسد.
ولا يقتصر اهتمام الفتاة المراهقة بالجمال عند الجانب العضوي وحسب، بل يتجاوزه إلى الاهتمام بالكمالات الأخرى أيضاً، إنهن يسعين إلى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم، والأخلاق، والأدب، وحتى العبادة، وخصوصاً عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك.
وكما تمتاز الفتاة في مرحلة المراهقة بالكبرياء والغرور، تمتاز بخصلة الحياء والخجل أيضاً، وهذه الأخيرة تعدّ نعمة كبيرة لهن، وصيانة من كثير من حالات السقوط والانحراف. فإذا قل الحياء قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب، وقد أشار الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى هذا المعنى بقوله:
(من قل حياؤه قل ورعه).
إن الفتاة المراهقة تقع تحت قوتين: قوة التوجه والرغبة بالاستمتاع بالجديد من اللذائذ من جهة، وحالة الحياء والخجل التي تحول دون اطلاق العنان لرغباتها من جهة أخرى، وإذا قدر لهذا الحياء أن يزول بنحو أو آخر، فإن حصن الفتاة يكون قد إنهار على رأسها، ولدينا في الإسلام روايات وأحاديث تشير إلى هذا المعنى، وتفيد بأن اللمسة الأولى تزيل ثلث الحياء، وأول ارتباط جنسي يزيل الثلث الثاني... وهكذا، وبالتالي يجب أن ندرك حقيقة أن الحياء حصن الفتاة، و(لا إيمان كالحياء والصبر).
يقول العلماء: إن سن المراهقة هي سن الحساسية المفرطة والتأثر السريع بالأشياء ، حيث ينثار وينزعج بشدة لأبسط المسائل التي لا تتوافق مع ميوله ورغباته، وتصبح الأوضاع بنظره جحيماً لا يطاق إذا ما شعر بأدنى ظلم أو تمييز بحقه، وهو ما يلفت انتباه أولياء الأمور والمربين إليه بشدة.
وفيما يخص أسباب هذه الحالة فقد أرجعها البعض إلى صحة ونشاط الغريزة.
ويقول فريق آخر إنها ناتجة عن ظروف نفسية متأزمة،.
وذهب الآخرون إلى اعتبارها ناشئة عن دقة العاطفة، وحب التفوق الذي غالباً ما تواجهه عقبات.