القذف المبكر
ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
العديد من الرجال يقومون بقذف السائل المنوي أثناء الجماع أبكر مما يودون أو تود زوجاتهم، وطالما لم يتكرر هذا الشيء فهو ليس بداعٍ للقلق ، أما إذا تكرر القذف المبكر للسائل المنوي قبل حصول الزوجة على الإشباع ، كأن يقذف الرجل قبل الولوج ، أو بعده بقليل فإن هذا ما يسمى بالقذف المبكر.
يعد القذف المبكر مشكلة جنسية شائعة . وتتباين التقييمات بيدَ أن بعض الخبراء يؤكدون أنه يصيب كل واحد من ثلاثة رجال ، ورغم كونه مشكلة شائعة قابلة للعلاج إلا أن الكثير من الرجال يشعرون بالحرج في الحديث الى طبيبهم أو طلب المساعدة.
وقد عُدَّت هذه المشكلة نفسيةً بحتة من قبل ، ولكن الخبراء الآن يعرفون عواملاً بيولوجية تلعب أيضاً دوراً هاماً في تسريع القذف. ولدى بعض الرجال فإن سرعة القذف ترتبط بمشكلة ضعف الانتصاب.
ولا يجب على المرء مواصلة التعايش مع القذف المبكر ، فهنالك الكثير من العلاجات على هيئة أدوية أو استشارات نفسية ، أو تقنيات تعليمية جنسية ، كفيلة بتحسين وضع الجنس لدى الزوجين ، وفي حالة الكثير من الرجال فإن العلاج المركب من العلاجات التي ذكرناها هو العلاج الأفضل.
الأعراض:
لا يوجد مقياس طبي مثالي يحدد كم سيمكث الرجل مجامعاً قبل أن يقذف ، والعلامة الأولية للقذف المبكر هي القذف قبل أن يود الزوجان حدوث ذلك في الأغلبية من العلاقات الجنسية ، مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق.
وق تنشأ المشكلة في كافة الأوضاع الجنسية ، بل وحتى أثناء ممارسة العادة السرية ، وربما يحدث فقط أثناء صلة جنسية مع شريكة جنسية فقط.
ويصنف الأطباء عادةً القذف المبكر إلى أولي وثانوي:
* يعاني الشخص من قذف مبكرٍ أولي (أساسي) إذا واجه المشكلة طالما يحظى بفاعلية جنسية.
* ويعاني من قذفٍ مبكر ثانوي إذا حدثت المشكلة بعد فترة سابقة تمت خلالها علاقة جنسية مرضية مع الشريكة دون أية مشاكل متعلقة بالقذف.
الأسباب:
ما زال الخبراء يحاولون لتحديد أسباب القذف المبكر بدقة ، وقد ساد الإعتقاد فترةً أن الأسباب نفسية في جلها ، ولكننا الآن نعلم أن القذف المبكر مشكلة أكثر تعقيدا مما ظننا وتحمل في ذاتها تداخلاً بين الأسباب والعوامل النفسية والبيولوجية.
الأسباب النفسية:
يعتقد العديد من الأطباء أن الممارسة المبكرة للجنس قد تشكل نمطاً يصعب تغييره لاحقاً عندما ينضج الإنسان..ويقصد بذلك:
* الحالات التي يسعى فيها البعض للوصول لعسيلة الجماع قبل أن يكشفه أحد إذا مارس الجنس مبكراً وسرا في صغره.
* الشعور بالذنب ، والذي يدفع بالمرء للرغبة في إنهاء الجماع بسرعة.
وهنالك عوامل أخرى تلعب دوراً في حدوث القذف المبكر ، وتشمل:
* ضعف الإنتصاب : فالرجال الذين ينتابهم القلق على قوة الإنتصاب والمحافظة على ذلك الإنتصاب طوال العملية الجنسية قد يتشكل لديهم نمط في القذف المتعجل الذي يصعب تغييره فيما بعد.
* التوتر: معظم الرجال الذين يعانون من مشكلة القذف المبكر يعانون من مشاكل أخرى تخلق توترا لديهم ، سواءً أكان ذلك توترا ذا علاقة بالأداء الجنسي خاصةً ، أو بعواملٍ أخرى مختلفة.
أسباب بيولوجية:
يعتقد الخبراء أن هنالك مجموعة من العوامل البيولوجية تقف وراء ظاهرة القذف المبكر ، وتشمل:
* مستويات غير طبيعية للهرمونات.
* مستويات غير طبيعية لبعض النواقل العصبية في الدماغ.
* نشاط إنعكاسي (رد فعل) غير طبيعي لجهاز القذف .
* التهابات أو عدوى في البروستاتا أو الإحليل.
* عاهات موروثة.
وبشكل أكثر ندرةً ، فقد يكون السبب في القذف المبكر:
* تلف في الجهاز العصبي ناجم عن الجراحة أو الإصابة.
* الإقلاع عن تعاطي المخدرات ، أو التوقف عن تعاطي دواء يدعى (تريفلووبيرازين) يستخدم عادةً في علاج التوتر وغيره من المشكل النفسية.
وبالرغم من أن كلا المجموعتين من الأسباب النفسية أو البيولوجية تلعب دورا في حدوث القذف المبكر فإن الخبراء يعتقدون أن السبب البيولوجي هو الأكثر احتمالا إذا استمر الأمر طوال الحياة.
عناصر الإختطار:
هنالك عدد من العناصر المختلفة التي قد تزيد من خطر حدوث القذف المبكر، وتشمل:
* العجز الجنسي:
قد تزداد خطورة حدوث القذف المبكر إذا كان الشخص يعاني أحيانا أو دائما من مشكلة الإنتصاب أو الحفاظ على الانتصاب .
فالخوف من فقدان الانتصاب يدفع بالبعض إلى الإسراع في الجماع ، كذلك فإن كل 3 رجال يعانون من مشكلة القذف المبكر يعاني أحدهم أيضاً من مشاكل في الانتصاب.
* مشاكل صحية:
إذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحية تسبب له قلقا وتوترا فإن ذلك سيرافقه أثناء الجنس أيضاً، كمشاكل القلب مثلاً ، مما يدفع الشخص الى الإسراع نحو القذف.
* التوتر:
المشكل العاطفية والذهنية في أية زاوية من زوايا الحياة قد تلعب دوراً في القذف المبكر ، كما وتحد من القدرة على الاسترخاء والتركيز أثناء الجماع.
* بعض الأدوية :
وإن كان نادرا إلا أن بعض الأدوية تؤثر في بعض الموصلات الكيميائية في الدماغ مما يعجل في القذف المنوي.
متى ينبغي التوجه إلى الطبيب:
ينبغي الحديث مع الطبيب إذا كان الرجل يقذف أبكر مما يرغب هو وزوجه في معظم مرات الاتصال الجنسي بينهما، ورغم أن البعض قد يشعر أنه قادر وحده على حل مشكلة القذف إلا أنه قد يحتاج حقاً إلى علاجٍ يساعده في الوصول الى حياةٍ جنسية مرضية ، وصيانة ذلك.
الفحوصات والتشخيص:
يتم تشخيص مشكلة القذف المبكر من قبل الأطباء بناءً على مقابلة مفصلة مع المريض يتم خلالها طرح الأسئلة عن السيرة الجنسية ، والتي قد تشمل عددا من الأسئلة الشخصية جدا ، وأحيانا قد يطلب أن تشمل المقابلة الزوجة أيضاً.
ورغم أنه سيكون من غير المريح الحديث عن الجنس ولو مع الطبيب فإنه ينبغي المعرفة أن المعلومات التي يزود بها المريض طبيبه قد تساعد الطبيب على تحديد السبب الكامن وراء المشكلة ومن ثم وصف العلاج الأنجع ، كما وقد يساعد وظف الصحة الذهنية العقلية في صنع التشخيص.
وسيود الطبيب معرفة السيرة الصحية للمريض بشكل عام وإجراء فحص بدني سريري ، وقد يسأل عددا من الأسئلة حول:
* كم من حيث الكثرة تصل حالات القذف المبكر مع الشخص؟
* وهل يحدث القذف المبكر مع شريكة محددة دون غيرها؟
* وهل يحدث القذف في كل مرة يمارس فيها الشخص الجنس؟
* وعن كثافة الممارسة الجنسية لدى الشخص .
* وعن مدى إحساسه بتأثير القذف المبكر على تلذذه الجنسي وعلى جودة حياته ككل.
* وهل يعاني من مشاكل في حدوث الانتصاب أو الحفاظ عليه؟
* وهل يتعاطى أدوية أو منشطات جنسية لعلاج القذف المبكر؟
ولتقييم ما إذا كانت العوامل النفسية تؤثر في القذف المبكر لدى الشخص، فقد يود الطبيب أو موظف الصحة النفسية والذهنية معرفة ما يلي:
* المعتقدات الدينية للشخص.
* التجارب الجنسية المبكرة للشخص.
* العلاقات الجنسية في الماضي والحاضر.
* أية صراعات أو دوافع قلق تخص علاقته الحالية.
,إذا كان الشخص يعاني من قذف مبكر متزامن مع مشاكل في الإنتصاب فقد يطلب الطبيب فحوصاً مخبرية لقياس نسبة هرمون (التستوستيرون) أ و غيره من الهرمونات في الدم..[img]